العالم والتحولات في الشرق الأوسط قضية الساعة
للباحث د. محمد الكحلاوي
عند التأمل بدقائق الأمور وما يحدث في منطقة غرب اسيا والشرق الأوسط عامة، مرحبا وفي محاولة لتفكيك الوضع الشائك من كافة جوانبه تعتبر تلك المنطقة من أهم بقاع العالم كونها ملتقى الطرق وكذلك غنية بالثروات واغلب دول العالم تطمع بالحصول على موطئ قدم فيها. أيضا هناك مسألة وهي الحفاظ على ربيبة الامبريالية العالمية بكافة أشكالها الكيان الصهيوني الذي زرع في قلب الامة العربية ليكون المحرك الحقيقي لاثارة كافة النزاعات واستنزاف دول تلك المنطقة. لو نظرنا إلى الجانب الشرقي متمثلا بالصين وروسيا وبعض دول جنوب شرق آسيا لوجنا انا لاتريد اقحام نفسها بصراعات منطقة الشرق الأوسط ما دامت لاتوثر على مصالحها، كذلك روسيا وبعض دول شرق أوربا مكتفية بالترقب وخاصة روسيا التي تخوض حربا مع أوكرانيا وهذا بحد ذاته استنزاف لقدراتها العسكرية والاقتصادية، ولو عدنا إلى الجارة تركيا ليس لها الاستفادة من تلك الأوضاع غير المستقرة كونها ليس لديها ثروات طبيعية تعتمد عليها في تمويل اقتصادها المتردي فما يكون منها الا الاستفادة على خراب الدول المجاورة والتغلغل في اراضيها وكذلك والتغلغل في سياساتها. أما إيران فهي البلد المستهدف في أغلب الأحوال لأنها تساعد وتساند القوى الثورية بعدما فرضت عليه الدول الغربية حصارا منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 ومازال مستمرا إلى يومنا هذا. لذلك تريد الخلاص من التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية وفك الحصار عليها بالضغط على أمريكا من خلال دعم المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والعراق للخلاص من الهيمنة الصهيوامريكية وابعادهم عن منطقة الشرق الأوسط بكامله. كما نجد أن أمريكا تحاول أن تستفيد من الوضع المربك وخاصة بعد طوفان الأقصى لتحافظ على مصالها بادامة الحرب في غزة واطالةةتلك الحرب. أما المقاومة في العراق وحسب بعض الاراء وما قاله السيد حسن نصر الله ونحن نختلف معه في هذا، وباعتقادنا لاتستطيع المقاومة طرد الامريكان من العراق الا من خلا المفاوض العراقي بعد الغاء الاتفاقية او بالضغط الحكومي والقانون اما المناوشاتىالعسكرية لاتجلب الا الدمار والخراب والامريكان حصنوا قواعدهم وجعلوا منها قلاع ليبقوا فيها أطول فترة ممكنة والدليل سفارتهم قواعدهم المنتشرة في المنطقة عامة والعراق خاصة، ومن الممكن أن تقوم المقاومة بالضغط عليها وارغامها بقبول التفاوض لكي يخرجوا. أيضا ما تقوم به المقاومة في فلسطين شجعت المقاومة في العراق وساعدت على المناورة في القتال المواجهة بكل الإمكانات وهذا ناتج الهمة العالية في القتال والتدريب المتواصل على كافة الاصعدة، مما أدى إلى قلق الإدارة الأمريكية حيال ربيبتها إسرائيل والخوف عليها من الانهيار والزوال، كما أن البيان الذي صدر من الحكومة العراقية دليل واضح وصريح على عدم قبولها بما تقوم به القوات الأمريكية في ضرب القطعات العراقية وفي المدن وهذا انتهاك صارخ للسيادة العراقية، لذلك ان اغلب القوى السياسية امتعضت من تلك التصرفات غير المسؤولة من قبل أمريكا وطالبت خروجها وانهاء وجودها في العراق ومن الممكن أن يعتمد العراق على قدراته العسكرية وعدم الحاجة لقوى خارجية والحكومة الحالية لها القدرة على إدارة الوضع على أكمل وجه.