قادتنا في اصعب الظروف خطابهم الانتصار!!
عدنان جواد
عند مطالعة قصص الانبياء والاوصياء والصالحين، تجدهم يتعرضون للتنكيل والتضييق والمحاربة النفسية والجسدية، ومعاقبة الاتباع من القلة القليلة، وعند شكوى هؤلاء الاتباع المستضعفين من الظلم والتعسف والقهر الذي يتعرضون له، يجيبهم النبي او الوصي والعبد الصالح ، ان الله معنا وسف ننتصر وهم سوف يهلكون في الدنيا ومصيرهم الى عذاب جهنم في الاخرة، وعادة ما يكون الحاكم الظالم ، يملك الجيوش والاموال والقوة المادية بكل مظاهرها، ولنا في قصة النبي موسى (عليه السلام) وكيف تم تربيته في بيت الفرعون ، وكيف سخر له الله قدرته في التغلب على السحرة بعصاه، فاصبحوا من اول المؤمنين بربه، وقصة يوسف(عليه السلام) كيف تحول من طفل تم بيعه الى تجار القوافل ومن ثم سيد في بيت عزيز مصر، وسجين الى ان اصبح عزيز مصر، والنبي ايوب( عليه السلام) والابتلاء والصبر على الابتلاء، وداود وسليمان والى نبينا عليه افضل الصلاة واتم السلام ومن بعده اهل البيت عليهم السلام، هناك الكثير من الصعوبات التي واجهتهم، ولولا تدخل الارادة الالهية لما استطاعوا ابلاغ رسالاتهم، وما صاحبتهم من معاجز وكرامات حولت الهزيمة والانكسار الى انتصار.
ورغم كل تلك القصص موجودة في القران الكريم وبشكل صريح وواضح، لكن بعض الملحدين او من يتسمى بانه مسلم، يقول لك نحن نريد معجزات وكرامات واحداث في عصرنا الحديث، عصر الذرة والتكنلوجيا والاقمار الصناعية والمركبات الفضائية، عصر الصواريخ العابرة للقارات ببضع لحظات، عصر المسيرات والحرب السيبرانية، كيف ينتصر الذي يملك السكين على صاحب البندقية؟!، ومن يملك البندقية على من يملك الصواريخ والطائرات والدبابات والاقمار الصناعية؟، وهو تساؤل في محلة ولكن نحن راينا بأم اعيننا، كيف انتصر الامام الخميني(قدس) ويصادف اليوم ذكرى وفاته بسجادته ومسبحته على اعظم امبراطوريات الشرق على الشاه شرطي الخليج، يقول الكاتب المصري محمـد حسنين هيكل: بعد ان زرت السيد في باريس في منزل متواضع، سالته كيف ستنتصر على هذا الملك الجبار وجيشه الجرار؟، يقول اشار الى السجادة والمسبحة ، لم اصدق ما قال لأنني زرت ايران ورأيت مظاهر القوة المحيطة بالشاه ، ولكن عندما نجحت الثورة تيقنت ان هذا الرجل ليس رجل عادي وانه مسدد من السماء، ولكن هذا الامر لم يرق لقوى الشر وعلى راسها الصهيونية والولايات المتحدة الامريكية، فامروا صدام بشن الحرب على ايران وزودوه بأحدث الاسلحة، وفرضوا الحصار على ايران، ودولة تغير النظام فيها وكان اغلب الضباط يوالون الشاه، وهناك احزاب علمانية لا يروق لها حكم الاسلام، فتقدم الجيش العراقي لعمق المدن الايرانية واحتلها، وقصفت الطائرات العراقية المدن الايرانية البعيدة ومنها طهران، وتم استهداف الكثير من قادة الثورة بالاغتيال، فشعر البعض بالضعف والوهن وان الانتصار مستحيل في مثل هذه الظروف، فرد عليهم سوف يكون مصيرنا الانتصار ومصير عدونا الاهانة والخذلان، وشاهدنا ماذا حل بصدام واين ايران اليوم، وفي حرب لبنان 2006 وعلى لسان سماحة السيد حسن نصر الله(حفظه الله) يقول: وصل بنا الحال الى مرحلة الانهيار نتيجة قوة العدو وطائراته التي تقصف كل شيء يتحرك، وعند سؤال السيد الامام الخامنائي (دام ظله) قال اصبروا وسوف تنتصرون، وبالفعل انهزم الجيش الذي لا يقهر من جنوب لبنان، وعند دخول داعش الى العراق وسوريا ووصول طلائعها الى اطراف بغداد وهم يرددون (دولة الاسلام باقية وتتمدد) فقال الامريكان ان خروجهم من العراق يتطلب (30) سنة واموال طائلة، لكن المرجع السيد علي السيستاني(دام ظله) اصدر الفتوى وقال سوف تنتصرون ويندحرون، وبالفعل اندحروا وانتصر اصحاب الحق، وليس ببعيد ما قاله السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي(حفظه الله) عندما هاجمهم التحالف(تحالف الحزم) بقيادة السعودية ودعم الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والغرب والمرتزقة من مختلف الدول، وهم يمتلكون الطائرات والصواريخ والدبابات ومختلف انواع الاسلحة، فقصفوا الاسواق والاعراس وقتلوا المدنيين من الاطفال والنساء، انكم سوف تنتصرون ويكون لكم شان عظيم، وبالفعل انتصر انصار الله، وهم اليوم رقم صعب في محور المقاومة يسندون القضية الفلسطينية بقوة ويمنعون وصول البضائع الى اسرائيل، بل يحرقون البوارج الامريكية، ولحد الان يأتي بعض الشامتين من الاعراب ويقول لك ، سوف تهزمكم اسرائيل، وان ايران ومحور المقاومة والسنوار وحماس قد ادخلتكم في حرب لا قبل لكم فيها لا تخرجون منها منتصرين ابداً، فهؤلاء المنهزمون لازالت عالقة في اذهانهم الهزائم المتكررة على يد الصهاينة من حرب تموز وانهزام الجيوش العربية في(6) ايام لان الحكام عملاء، فغزة لازالت صامدة لأكثر من (8)اشهر ، و الانتصار بات واضحاً اليوم بعد ان وضحت الصورة امام شعوب العالم، فالتظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية التي تدعم اهالي غزة وتشجب الظلم والقتل لأطفال ونساء غزة، والادانة في الامم المتحدة ومجلس الامن للجيش الاسرائيلي بقيادة نتن ياهو بارتكابه ابادة جماعية، والدعوة الى الوقف الفوري للقتال، وهو وعد الهي بالنصر لمن ينصره، ورغم القصف والتدمير والحصار فان اغلب خطاب القادة هو الانتصار، وايضاً يتطلب من محور المقاومة والاحرار في العالم بعض الامور:
1ـ الضغط على القيادة في مصر في فتح معبر رفح والسماح بإدخال المساعدات الغذائية والادوية لغزة.
2ـ التركيز على التعاطف الانساني من قبل الشعوب في الدول الغربية لكي تضغط على حكوماتها وخاصة الولايات المتحدة الامريكية وهي مقبلة على انتخابات، وتكذيب الدعايات التي تتهم حماس بالإرهاب والذبح واغتصاب النساء كما تشيع وسائل الاعلام الصهيونية، واظهار العكس في التعامل مع الاسرى.
3ـ تنسيق المواقف الاعلامية والعسكرية، لإجبار العدو على القبول بشروط حماس بالموافقة على وقف القتال والانسحاب من غزة، وبث المجازر التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي وتوثيقها اول بأول.