العراق يتسع للشرفاء
، نعيم الهاشمي الخفاجي
وجود صراعات واختلافات سياسية بين أبناء شعب العراق أو شعب سوريا وليبيا والسعودية وبقية الدول العربية، التي رسمت حدودها بريطانيا وفرنسا، على أنقاض ممالك الإمبراطورية العثمانية، شيء طبيعي، بسبب تعدد القوميات والمذاهب، وعدم وجود دساتير حاكمة، تضمن مشاركة الجميع في القرارات السياسية، وعدم وجود مساواة وعدالة اجتماعية في المجتمعات العربية بشكل عام والمجتمع العراقي بشكل خاص.
كل قضية تثار بالعراق، تجد المئات من مرتزقة العربان، ينصبون أنفسهم قضاة، تجدهم يكتبون مئات المقالات الصحفية، ذات ميول طائفية قذرة، للإساءة إلى المكون العراقي الشيعي العربي الأصيل، ولولا وجود الشيعة بالعراق، لما أصبح العراق دولة عربية، عروبة العراق مرتبطة بالشيعة العراقيين.
للاسف نقرأ مقالات لمئات كتاب عربان اراذل، يدسون انوفهم بكل قضية تثار من قبل الأدوات البعثية الطائفية الشوفينية.
ليس بالأمر الغريب، أن نقرأ مقالات، للحثالات الطائفية، يتحدث بها كانبوها، عن هويّة العراق كما يزعم هؤلاء المرتزقة، بالقول، أن الهوية العراقية تبحث عن مكان، ويضيفون القول أن المكان ايضاً يبحث عن هويّة.
اقول إلى هؤلاء المنبطحين والذين نكحتم الأمم الأخرى، مشاكل العراق القومية والمذهبية ولدت معه بعام ١٩٢١ ولم تكن هذه المشاكل وليدة اليوم، مشاكل العراق مستدامة منذ يوم تأسيسه قبل قرن من الزمان، على ولادة الدولة العراقية المشوهة، تاريخ العراق السياسي حافل في المصاعب والعثرات المتزايدة، مشاكل مدعومة من المحيط العربي الطائفي وبدعم استعماري، داعم إلى بقاء المشاكل السياسية متراكمة، ليبقى العراق دولة فاشلة، يسهل السيطرة عليها.
شعب العراق اعتاد على الصراعات الداخلية، شريكنا البعثي الطائفي تاجر بفرج صابرين الجنابي وبمؤخرة عفيف الموصل الشيخ ابو تبارك للكسب السياسي على حساب القيم والأخلاق، فالعراقيّون في مشاكل لا تهدأ عواصفها وفتنها، وكل المكونات العراقية لديهم تاريخهم، لكن بسبب دنائة وطائفية وقذارة ساسة فلول البعث وهابي، تحول العراق إلى ساحات للقتل المتواصل والمستمر، من رسم حدود العراق بريطانيا وفرنسا، جلبوا لنا ملك خائن ابن خائن وعميل بإمتياز، جمعوا لنا حثالات طائفية ليتم تنصيبهم وزراء، تصوروا احضروا لشعب العراق، عميل سوري طائفي قذر اسمه ساطع الحصري ليتولى منصب وزير المعارف، ليقرر للعراقيين مناهج طائفية لتدريس أبنائهم في المدارس، وبالاخير ثار العراقيين وهرب العميل ساطع الحصري إلى بلده الأصل سوريا ليهلك ويقبر هناك.
نظام البعث تقصد في وضع تماثيل لخلفاء عباسيين تلطخت أيديهم في قتل أحفاد رسول الله ص من أئمة ال البيت عليهم السلام، لم تكن بحقبة الدولة العثمانية وجود تماثيل إلى المنصور أو أسماء شوارع في اسم هارون والمأمون والامين، بل وجود التماثيل البشرية يتعارض مع الفكر الديني السُني، لو تجولنا في شوارع العاصمة السعودية الرياض، التي هي زعيمة العالم العربي السُني، لم تجد ولاتمثال ولا صورة منحوتة، في شوارع العاصمة الرياض، لأن ذلك محرم إسلاميا، لكن البعثيين اوجدوا بدعة نحت تماثيل لشخصيات سياسية ودينية تورطت في سفك دماء أئمة ال البيت عليهم السلام، لاثارة نعرات طائفية بالعراق، لأن وجود البعث مرتبط بوجود صراع سني شيعي أو صراع عربي كوردي.
يوميا نسمع أن الشيعة يريدون إسقاط تمثال ابو جعفر المنصور، وكأن المنصور مخترع الكهرباء والتكنولوجيا، وجود تماثيل لفلان وعلان لم يوفر رفاهية للشعب العراقي.
احد الكتاب العربان الأراذل منزعج من تصويت البرلمان العراقيّ على جعل يوم الغدير عطلة رسمية، ويقول( إن من طلب ذلك هو زعيم التيّار الصدريّ، مقتدى الصدر، الذي شاء جعل يوم «الغدير» عطلة رسميّة في العراق. وقد أثار النزول عند طلب الصدر استياء سنّيّاً واسعاً).
اقول إلى هذا …. وامثاله، جعل يوم الغدير عطلة لم يكن بدعة، بل رسول الله ص نزل عليه نص قرآني في تنصيب الإمام علي ع خليفة من بعد رسول الله ص واحتفل الصحابة وأولهم أبي بكر وعمر بن الخطاب بهذا اليوم العظيم، ونفسه عمر قال بخ بخ لك ياعلي أمسيت ولي كل مؤمن ومؤمنه، حسان بن ثابت والذي يعدوه السُنة في شاعر الرسول ص، ورغم تورط حسان بن ثابت بالجرم المشهود في اتهام عائشة زوجة رسول الله محمد ص بفعل فاحشة، للطعن بشرف رسول الله محمد ص كما هو ثابت في الصحيحين صحيح البخاري ومسلم.
شاعر الرسول محمد ص الصحابي الجليل حسان بن ثابت، القى قصيدة حول الغدير، لتؤرخ حقيقة ماحدث في يوم الغدير، هذا نص القصيدة، يناديهم يوم الغدير نبيّهم بخم وأسمع بالرسول منادياً، وقال فمن مولاكم ووليكم؟ فقالوا ولم يبدو هناك التعادياً
الهك مولانا وانت ولينا ولن تجدنّ منا لك اليوم عاصياً
فقال له قم يا عليّ فانني رضيتك من بعدي اماماً وهادياً
فمن كنت مولاه فهذا وليّه فكونوا له أنصار صدق موالياً
هناك دعا اللهم والي وليه وكن للذي عادى علياًمعادياً.
عمرو بن العاص القى قصيدة هجا بها معاوية حول أحقية خلافة الإمام علي بن أبي طالب ع، معاويةَ الحال لا تجهل، وعن سبل الحق لا تعدل، نسيت احتيالي في جلق ، على أهلها يوم لبس الحلي؟ وقد أقبلوا زمرا يهرعون، مهاليع كالبقر الجفل (1)
وقولي لهم: إن فرض الصلاة، بغير وجودك لم تقبل
فولوا ولم يعبأوا بالصلاة، ورمت النفار إلى القسطل
ولما عصيت إمام الهدى، وفي جيشه كل مستفحل
أبا البقر البكم أهل الشأم، لأهل التقى والحجى أبتلي؟
فقلت: نعم، قم فإني أرى، قتال المفضل بالأفضل
فبي حاربوا سيد الأوصياء، بقولي: دم طل من نعثل (2)
وكدت لهم أن أقاموا الرماح، عليها المصاحف في القسطل
وعلمتهم كشف سوأتهم، لرد الغضنفرة المقبل
فقام البغاة على حيدر، وكفوا عن المشعل المصطلي
نسيت محاورة الأشعري، ونحن على دومة الجندل؟
ألين فيطمع في جانبي، وسهمي قد خاض في المقتل
خلعت الخلافة من حيدر، كخلع النعال من الأرجل
وألبستها فيك بعد الأياس، كلبس الخواتيم بالأنمل
ورقيتك المنبر المشمخر، بلا حد سيف ولا منصل
ولو لم تكن أنت من أهله ورب المقام ولم تكمل.
تصوروا حسان بن ثابت ارخ بقصيده حقيقة بيعة الغدير، وعمرو بن العاص قال حقيقة أحقية علي بن أبي طالب ع بتولي منصب الخلافة، وكل هذا الفيالق البعثية الوهابية من موسعة الادبار يريدون طمس تبك الحقيقة المؤلمة، ظنا منهم حجب أشعة الشمس الساطعة في ظهيرة يوم صيفي خالي من الغيوم والأتربة بالشرق الاوسط.
يبقى اراذل فلول البعث، أن هؤلاء الشواذ المتحولين بشكل يومي، يمسي البعثي ببيته رجل ويصبح أنثى عاهرة تمارس البغاء مثل عميدة البغاء العربي سمية والدة زياد بن ابيه، من وقف ضد خلاص العراق من هيمنة الاستعمار وشوه تاريخ العراق الحديث ووقف حائلا ضد تأسيس الجمهوريّة العراقيّة. وضد ثورة يوم 14 تموز/ يوليو 1958 العظيمة هم البعثيين ومكونهم الطائفي، لكون الزعيم عبدالكريم قاسم متشيع.
شر البلية، عندما تقرا، مقال لكاتب عربي قذر يجهل وجود العطل الرسمية العراقية، ويقول لا توجد عطلة رسمية في يوم ١٤ تموز بينما تم جعل يوم الغدير عطلة رسمية، وهذا دليل على سفاهة ونتانة هذا الكاتب الغبي والجاهل.
ثورة 14 تمّوز أفضل الانقلابات العسكريّة في المشرق العربيّ، ثورة أنهت هيمنة دول الاستعمار، أراد الزعيم، الشهيد عبدالكريم قاسم، جعل العراق دولة مستقلة، الزعيم رحمه الله حرر الفلاحين من إجرام النظام الإقطاعي وحرر العبيد من جلاديهم، انا رأيت بقايا العبودية، رأيت كيف يتم جلد المواطنين ذو البشرة السوداء بجنوب العراق من قبل الإقطاعيين وكيف كانوا يستَحِلون النساء في اسم مُلك اليمين، للاستغلال الجنسي، اخر عبد تحرر رايته بحياتي في منتصف السبعينات من القرن الماضي.
للاسف شعب العراق ومنذ سقوط نظام البعث يتعرض إلى عمليّات ممنهجة وليومنا هذا لإسقاط هيبة الدولة العراقيّة، وتجريدها من مقوّمات وجودها، وتقبيح كل جميل، وتضخيم كل حادث وإن كان عرضي، وتضخيم الأمور بمئات المرات.
وقفت مرجعيات الشيعة وعلى رأسها مرجعية السيد علي السيستاني، بكل قوة وحزم، لدعم قيام الدولة المدنيّة، وتدخل السيد السيستاني في افشال انقلاب داعش البعثي الطائفي الذي كاد يطيح بالدولة المدنية ويصبح العراق دولة خلافة داعشية.
هناك تقصير واضح من ساسة المكون الشيعي العراقي، يفترض عمل مقترح قانون حول شكل العلم العراقي ونوعية النشيد الوطني ومناقشته البرلمان ويصوت عليه، ولنجعل العلم العراقي مستوحي من موروث سومر، رغم أنف فلول البعث وهابي.
اكاذيب فلول البعث وهابي هي محاولات مستمرّة لتمزيق نسيج المجتمع العراقيّ، من خلال إثارة النعرات وبث الأكاذيب والإشاعات.
تاريخ العرب حافل بكثرة الخونة والعملاء، من صور الخيانه عند العرب
في الوقت الذي قدم فيه الشعب الجزائري مليون شهيد لنيل الاستقلال من الاستعمار كان هناك، جزائريون اسسوا حركة الجزائر فرنسيه، وكانوا أعضاء في البرلمان الفرنسي وهم خمسة جزائريون صوتوا ضد استقلال الجزائر، تمكن هؤلاء الخمسة من كسب تأييد مليون شخص انظم اليهم 40% منهم من المسلمين يطالبون بضم الجزائر الى فرنسا، وعملوا مظاهرات واضرابات ضد حركة التحرير فلا نستغرب، من رفض فلول البعث وهابي من إنهاء عمل مبعوثية الأمين العام للأمم المتحدة بالعراق، بحيث المبعوثة الاممية باتت واجهة لتدخلات بشؤون العراق لصالح المجاميع الإرهابية البعثية الطائفية، بكاء فلول البعث ومطالباتهم إلى الاداراة الأمريكية في إعادة احتلال العراق بكشف حقارة وخيانة ونذالة فلول البعث وهابي، لذلك النذاله والخيانه في دماء فلول البعث باتت موجودة ولايمكن الاستغناء عنها ومعالجتها بالطرق الحالية المسالمة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
3/6/2024