السيد محسن الطباطبائي الحكيم
بَرْقة التأريخ
السيد محسن الطباطبائي الحكيم
إنتصار الماهود //
لأبي يوسف الحكيم حكيم الدين
حامي شريعة الطهر طه
آية الله في الأنام حقيق
قد هد للأنام قواها
يا حفيد الرسول فقدك أورى
جذوة الفؤاد شب لظاها
هو قامة علمية ودينية وإنسانية عظيمة، كان له دور مهم في بروز حوزة النجف العلمية، هو عميد أسرة آل الحكيم، التي قدمت أكثر من 100 شهيد في زمن طاغية العصر صدام، في سبيل الدين والمذهب وإنتمائهم لآل محمد الأطهار.
هو السيد محسن ابن السيد مهدي إبن السيد صالح إبن السيد أحمد إبن الأمير السيد علي الحكيم الطباطبائي، يعود نسبه الشريف للإمام الحسن المثنى إبن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، ولد في النجف الأشرف عام 1889م، عاش يتيما منذ صغره وتربى وتتلمذ على يد أخيه الأكبر وأستاذه في الحوزة السيد محمود الحكيم، إنخرط في الدراسة الحوزوية وهو لا يزال في العاشرة من عمره.
نبغ في البحث الخارج والدراسات العليا، وكان تلميذا متفوقا لابرز العلماء آنذاك، ( المولى الشيخ الأخوندي الخراساني، السيد العالم الجليل محمد سعيد الحبوبي، العالم الميرزا النائيني، الشيخ الجليل باقر النجفي)، في مواد الفقه والأصول وأعلام الدراية.
كان عالما بارزا حيث نظم شؤون الحوزة العلمية، بالتوجيه والإرشاد والتدريس، ومتابعة الإستفتاءات الشرعية حول العالم، يجيب عليها أو يتابعها مع طلبته إضافة للتدريس، وتوزيع الحقوق الشرعية على مستحقيها.
كان له دور بارز في بناء الحسينيات والجوامع في العراق، ولبنان وسوريا والمدينة المنورة وباكستان، والتي أصبحت مراكز دينية عبادية، ومنطلقا لنشر الأفكار الإسلامية وتوضيح المسائل الشرعية.
أسس آية الله الحكيم المراكز الدينية الثقافية الإسلامية في العراق، وساهم في طباعة الكتب وتوزيعها حول العالم، ونشر الثقافة الإسلامية وتوعية الشباب من الأفكار المنحرفة الهدامة.
أول من أسس المكتبات العامة في العراق، حيث ساهم بتأسيس 70مكتبة أكبرها و أهمها مكتبة الإمام الحكيم العامة في النجف الأشرف، والتي تحتوي على 30 ألف كتاب مطبوع و 5000 نسخة خطية.
كما أشرف على إدخال مواد جديدة تدرس في الحوزة العلمية مثل، ( التفسير، الإقتصاد، الفلسفة، العقائد )، وكان من المشجعين لطلابه على التاليف والبحث والتدقيق.
طبعت تحت إشرافه مجلات مهمة مثل،( النجف، رسالة الإسلام، الأضواء)، وله الفضل في تأسيس العديد من المدارس العلمية مثل، ( مدرسة شريف العلماء في كربلاء، مدرسة السيد اليزدي في النجف الأشرف، المدرسة العلمية في النجف الأشرف، المدرسة العلمية في الحلة، ومدرسة الأفغانيين والتبتيين).
أبرز مؤلفاته نذكر منها (شرح تشريح الافلاك، منهاج الصالحين، منهاج الناسكين، تحرير المنهاج، حقائق الأصول، شرح التبصرة، دليل الناسك وغيرها الكثير ).
شارك بنفسه بمقاومة الأنكليز في حقبة الأربعينات، حيث كان مسؤولا عن المقاومة في الشعيبة في البصرة جنوب العراق.
وكان أول من أصدر الفتوى ضد الشيوعيين حيث قال،( الشيوعية كفر وإلحاد) وهذا ما حدا بعبد الكريم قاسم آنذاك، من إقصاء الشيوعيين من الساحة السياسية بعد أن كانت لهم سيطرة فيها، وكان ضد التعصب الديني والطائفي والعرقي، وهو من أفتى بحرمة مقاتلة الأكراد شمال العراق لأنهم مسلمون.
واكب الملكية ورفض سياسة الوصي عبد الإله لإدارة البلد، حتى أنه رفض مقابلته حين طلب عبد الإله اللقاء به، وكان من الداعمين للقضية الفلسطينية منذ التقسيم ورفض معاهدة بورتسموث، حضي بإحترام أمراء وشيوخ وحكام مثل حاكم البحرين و شاه إيران بهلوي.
وكان من المؤثرين على العشائر العراقية، وله كلمته الأولى عليهم ومن الأطراف المؤثرة، في فض النزاعات العشائرية التي كانت تحدث في الفرات الأوسط.
له من البنات أربع ومن الأولاد عشرة منهم، (يوسف، محمد رضا، محمد مهدي، كاظم، محمد باقر، عبد الهادي، علاء الدين، عبد العزيز، محمد حسين ).
توفي العالم الجليل والأب العظيم، في الاول من حزيران للعام 1970 عن عمر ناهز ال 81 عاما وشيع بموكب كبير ومهيب لمدة يومين، من بغداد الى النجف الأشرف ليوارى جثمانه الطاهر الى ماواه الأخير في مكتبته في النجف الاشرف.
وسلام على من دافع عن دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ونصره ومن قاتل بالكلمة والعلم ومن نشرها..