الشهادة هي حُلُم العُشَّاق

الشهادة هي حُلُم العُشَّاق، والشهداء هم أعزّاء اللّه وأحبّائه عند ربهم يُرزَقون

عُشّاق الشهادة أولئك الذين تربَّوا بين يدي عليٍّ (عليه السلام) وهو أوّل من عشق الشهادة فكان يأتي لرسول اللّه (صلى الله عليه واله) بعد انتهاء كل المعارك قائلا له : بأبي وأُمّي كيف حُرِمْتُ من الشهادة ؟

فيقول له (صلى الله عليه وآله) : (أبشِر فإنّ الشهادة من ورائك)

بماذا يبشر الرسول (صلى الله عليه واله) أخاه وحبيبه ؟ يبشره بالقتل ولكن أيُّ قتلٍ ؟
القتل الذي يكون ثمنًا للقاء المعشوق ونيل رضاه، وعليٌّ سيّد العُشاق، فهو ينتظر لقاء المعشوق ويترقب وصاله ساعة بعد ساعة حتى طال صبره فجاء شاكيا لرسول الله صلى الله عليه واله يقول له :

يا رسول الله أَوَ ليس قد قلتَ لي يوم أُحُد حيث استُشهِدَ مَن استُشهِد مِنَ المسلمين، وحيزت عني الشهادة، فشقَّ ذلك عليَّ فقلت لي:أبشِر فإنّ الشهادة من ورائك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنّ ذلك كذلك فكيف صبرك إذاً ؟

فأجاب سيّد العشاق عليه السلام : يا رسول الله، ليس هذا من مواطن الصبر، ولكن من مواطن البشرى والشكر

إنّ غاية ما ينتظره كل عاشق أن يقدّم نفسه فداءً لمعشوقه وحيث إنّ أغلى ما نملك هو دين الله عز وجل فإنّ التضحية في سبيل هذا الدين هي من أعظم المقامات ودونها عقبات شتى يجب أن يتخطاها المجاهد في هذا الطريق

جندي الإسلام وفارس كرمان الحاج قاسم (رض) هو سيّد من سادات الشهداء في هذا العصر، يقول: إنَّ مَن لم يعِشْ حياة الشهداء فلن يكون شهيدًا ؟

لكن كيف سنحيا حياة الشهداء

حياة الشهداء تبتدأ بتربية النفس على ثقافة الاستشهاد ؛ على حب الشهداء ؛ وعشق الله واوليائه الطاهرين

حياة الشهداء حياة تُرابية بعيدة عن الترف والترهّل والخدر الاجتماعي

حياة مليئة بالطاعة والجهاد والركض من أجل نصرة الإسلام والدين والمذهب وإحياء أمر أهل البيت عليهم السلام

إنّها حياة العشاق ؛ حياة من أحبّوا ربهم فأحبَّهم ووعدهم أنّهم سيكونون أحياءً عنده وفي مستقر رحمته

إنّ للشهداء سيماءً وهم أحياءٌ فاعرفوها ؛ إنهم عشاق التُّراب وأهل التواضع ورهبان الليل وليوث النهار… تاقت أنفسهم الى ربهم وهانت عليهم الدنيا التي لم ترع حرمة لآل رسول الله صلى الله عليه واله

إنهم أصحاب شعار (فزت ورب الكعبة) لا يلهثون خلف القصور والسيارات الفارهة والماركات العالمية..

فلنتعلم ثقافة الاستشهاد ولتكن ضالّتُنا فإنّ ضالّة العشاق هي الفناء في المعشوق.

ولا ينال مقام الشهادة إلّا من طلبه فأتعبَ نفسه في طلبه وركض خلفه طوال عمره وشابَ رأسه في سبيله.

وطريق العشق لا يوصل الى المعشوق إلّا عندما يسقى بالدماء

تركتُ الخلق طُرًّا في هواكا..
وأيتمتُ العيال لكي أراكا

فلو قطّعتني في الحُبِّ إرْبًا
لما مال الفؤاد الى سواكا

أيها الأعزّة

إنّ طريق الجهاد طريقٌ محفوف بالمخاطر ولا يسلكه إلّا من أفقده العشق عقله.

الشهادة تعني التخلي عن كل هذه الدنيا وزخرفها من أجل المعشوق

نحن نقرأ في أدعية شهر رمضان (وقتلًا في سبيلك فوفق لنا) إنّه التوفيق حقا

يقول الشهيد العظيم مصطفى شمران في مناجات الشهادة :

ما أجمل أن تطلّق الدنيا ثلاثاً.
التحرر من كل قيود الحياة.
قتال الظالمين بدون خوف وألم.
رفع راية الحق في ساحات الخطر والموت.
قول لا لكل الطواغيت.
الذهاب إلى الشهادة بكل فخر وسرور.

الشهادة أن نتحول الى منهج الشهيد العظيم (سليماني) في كل حركاتنا وسكناتنا
فإنّ الحاج قاسم أعرف الناس بمفهوم الشهادة في زماننا هذا

ولتعلمنَّ نبأه بعد حين

المزيد من المشاركات
اترك تعليقا